فهرسة
المواضيع
ادخل كلمات البحث وانتظر بضع دقائق
.. لتكرار البحث عن الكملة انقر مرة آخرى
خلافة
يحى بن محمد بن إدريس
تولى
يحى الخلافة بعهد من أخيه علي بن محمد وامتد
سلطانه وعظمت دولته وحسنت آثاره، واستبحر
بناء فاس وبنيت بها الحمامات، والفنادق، ورحل
إليها الناس من الثغور القاصية ومن إفريقية
والأندلس ومن جميع بلاد المغرب وفي أيامه
بلغت دولة الأشراف الأدارسة أوج تقدمها
ورقيها.
وفي
عهده بنى مسجد القرويين بفاس يوم السبت فاتح
رمضان عام [245] هـ .
خلافة
يحى بن يحى بن محمد
تولى
يحى الخلافة بعهد من أبيه يحى بن محمد، وكانت
أيامه أيام محن وفتن ومشاق، لم يستقم له الأمر
لعدم استقامته وكان سبب عزله دخوله على جارية
يهودية بارعة الجمال في الحمام يقال لها حنة
راودها على نفسها فاستغاثت بالناس فتغير عليه
أهل فاس فوثب عليه عبد الرحمن ابن أبي سهل
الجزامي فأخرجه من فاس فهرب إلى عدوة
الأندلسيين، فأشارت عليه زوجته عاتكة بنت علي
بن عمر بن إدريس بالاختفاء ريثما تسكن الفتن
فتوارى عن أنظار الناس فمات من ليلته أسفاً
على ما صنع بنفسه وما وقع فيه من العار. ()
خلافة
على بن عمر بن إدريس
عندما
انتهى أمر يحى بن يحى بموته على إثر فضيحته
كتبت زوجته عاتكة بنت علي إلى أبيها صاحب
الريف والسواحل تعلمه بالخبر وتطلب منه
القدوم على فاس ومعها في ذلك وجوه الناس بفاس
فجهز جيشا كثيفاً فاستولى به على فاس
وانتزعها من يد عبد الرحمن الجزامي، واستقام
له الأمر بها وفي جميع أنحاء المغرب حتى زحف
عليه عبد الرزاق الصفري الخارجي الفهري
فانهزم عليّ، بعد مقتلة عظيمة بينهما وفر إلى
بلاد أوروبة.
فدخل
عبد الرزاق مدينة فاس وملك عدوة الأندلس
وأمتنع منه أهل عدوة القرويين إلى أن
استقـدموا يحى بن القاسم الزاهد.
خلافة
يحى بن القاسم بن إدريس المثنى
لما
فر علي بن عمر عن فاس واستولى عبد الرزاق
الصفري على عدوة الأندلس بعث أهل فاس إلى يحى
بن القاسم
{
العدام } فوصل إليها وولوه على أنفسهم فحارب
عبد الرزاق الصفري حتى أخرجه من عدوة
الأندلس، فلما استتب له الأمر على فاس خرج إلى
قتال الصفرية فكانت له معهم جولات ووقائع
كثيرة إلى أن اغتاله الربيع بن سليمان سنة [292]
هـ .
خلافة
يحى بن إدريس بن عمر بن إدريس
لما
قتل يحى { العدام } ولي الأمر من بعده يحى بن
إدريس بن عمر بن إدريس، وكان واسطة عقد البيت
لإدريسي أعلاهم قدراً وأبعدهم ذكراً،
وأكثرهم عدلاً وأغزرهم فضلاً وأوسعهم ملكاً،
وكان فقيها حافظاً للحديث، ذا فصاحة وبيان،
بطلاً شجاعاً، حازماً، ذا صلاح ودين وورع.
قال
ابن خلدون : لم يبلغ أحد من الأدارسة مبلغه في
الدولـة والسلطان()
إلى أن انهزم جمعه أمام مصالة بن
حبوس الشيعي العبيدي، وهرب إلى المهدية ومات
فيها سنة [307] هـ ، وهو جد الأشراف الغزافيين في
الصحراء الكبرى حسب السلسلة التي بأيديهم.
خلافة
الحسن الحجام بن محمد القاسم بن إدريس
لما
قبض مصالة بن حبوس الشيعي على يحى بن إدريس بن
عمر استعمل على فاس ريحان الكتامي وعاد إلى
القيروان وحكمها خلال ثلاثة أشهر ثم ثار عليه
الحسن بن محمد القاسم بن إدريس المعروف
بالحجام، وإنما سمي حجاماً لأنه كان بينه
وبين عمه أحمد بن القاسم بن إدريس حرب فحمل
على فارس من أصحاب عمه فطعنه في موضع المحاجم
ثم فعل ذلك بثان وثالث، فقال عمه : إن ابن أخي
حجام، فلزمه ذلك اللقب وفي ذلك يقول بعضهم :
ولكن
لِطعْنٍ في مكان المحاجمِ
|
وسُميتَ
حجاماً ولَسْتَ بحاجـم
|
وأجتمع
الناس على بيعة الحجام بعد نفيه وقيل قتله
لريحان ودخل في طاعته أكثر قبائل البربر
بالمغرب إلى أن خرج سنة [311]هـ لقتال موسى ابن
أبى العافية البربري الذي جعله مصالة بن حبوس
عندما استولى على فاس عاملاً على بعض نواحي
المغرب، فاقتتل الفريقان قتالاً عنيفاً كانت
العاقبة فيه لموسى بعدما قتل من جيشه الفان
وثلاثمائة وعاد الحجام إلى فاس وحده، وترك
عسكره خارج المدينة فغدر به عامله على فاس :
حامد بن حمدان الهمداني فدخل عليه داره
وقيده، وأخذه سجيناً لديه، واغلق المدينة في
وجه ضد الحجام، واستدعى موسى ابن أبي العافية
إلى فاس، فطالب حامد بإحضار الحجام وقتله
بولده : منهل الذي مات في المعركة الأولى بين
أبي العافية والحجام فامتنع حامد من إحضاره
حيث إنه ندم على فعلته وكره المجاهرة بسفك
دماء آل البيت، ولما جن الليل فك قيود الحجام
وأرسله فنزل الحسن الحجام من السور وسقط
وانكسرت ساقه واختفى إلى أن مات في عدوة
الأندلوسيين بعد ثلاث ليال سنة [313] هـ وانقرضت
دولة آل إدريس من فاس وأعمالها من ذلك
التاريخ، وأقاموا دولة أخرى بالريف غير أنهم
لـم يستقلوا بها كمـا كانوا مستقلين بفاس
وتوابعها، وإنما كـانوا تحت نظر المتغلـب على
بلاد المغرب، إما الشيعة العبيديون أصحاب
أفريقية وإما المروانيون أصحاب الأندلس، لأن
الأدارسة بين دولتين عظيمتين دولة العبيديين
بالشرق في إفريقية ودولة الأمويين في الغرب
بالأندلس وبينهما جولات وصولات لأجل الحكم
على المغرب.
الدولة
الثانية للادراسة ببلاد الريف
قد
قدمنا أن بنى إدريس المثنى قد قسم بينهم أخوهم
محمد أعمال المغرب بعد وفاة أبيهم إدريس
المثنى بمشورة جدتهم كنزة وأن بلاد الريف
منها كانت في سهم عمر بن إدريس، وأنه قاتل
أخويه عيسى والقاسم، وأضاف أعمالهم إلى عمله،
فبقيت بلاد الريف بيد عمر وبنيه من بعده
يتوارثونها خلفاً عن سلف فلما انتهت دولة
الأدارسة بفاس على يد موسى بن أبي العافية
إنحاز الأدارسة بفاس إلى بنى عمهم ببلاد
الريف وتحصنوا بقلعة حجر النسر، ولما فر ابن
أبى العافية إلى الصحراء أمام القائد ميسور
الخصي من أفريقية عاد الأمر إلى آل إدريس
فتولى الأمر منهـم : القاسم كنون بن محمد بن
القاسم بن إدريس فملك أكثر المغرب إلا فاس إلى
أن مات سنة [337] هـ .
وتولى
الأمر بعده : ابنه أحمد ابو العيش بن القاسم
كنون وكان فقيها ورعاً حافظاً للسير عارفاً
بأخبار الملوك وأيام الناس وأنساب قبائل
العرب والبربر شجاعاً جواداً، وكان يعرف في
بنى إدريس بأحمد الفاضل، وكان مائلاً إلى بنى
مروان، ولذلك قطع دعوة العبيديين، وبايع لعبد
الرحمن الناصر الأموي صاحب الأندلس، وخرج إلى
الأندلس للجهاد في سبيل الله إلى أن مات
شهيداً في جهاد الفرنج سنة [348] هـ .
ولاية
الحسن بن كنون
لما
خرج أبو العيش إلى الأندلس للجهاد استخلف على
عمله أخاه الحسن بن كنون إلى أن خرج مع غالب
الأموي بعشيرته إلى الأندلس سنة [363] هـ بعد
استرجاع غالب للمغرب من يد العبيديين، فكتب
غالب الأموي إلى الحكم المستنصر بالله
الخليفة الأموي بقرطبة فأخبره بقدوم الحسن
وعشيرته فأمر الحكم الناس بالخروج للقائم
وركب هو بنفسه في جمع عظيم من وجوه دولته
فتلقاهم بدخولهم قرطبة فاتح محرم سنة أربع
وستين وثلاثمائة، وقام الحسن بقرطبة مكرماً
إلى أن طلب الحكم من حسن كنون قطعة عنبر غريبة
الشكل كبيرة الحجم ظفر بها الحسن في بعض سواحل
بلاد العدوة أيام حكمه لها فامتنع من ذلك
فنكبه الحكم عليها وسلبه جميع أمواله وسلبه
القطعة أيضاً فبقيت في خزانة الأمويين إلى أن
غلب الحموديون الأدراسة على ملك الأندلس فوجد
وها في خزانة الأمويين بقرطبة ورجعت إلى
أصحابها وأمر الحكم بالحسن وأهله فأخرجوا من
الأندلس إلى المشرق فركبوا البحر حتى نزلوا
بمصر على العزيز بالله نزار بن المعز العبيدي
فأكرمهم وبالغ في ذلك ووعدهم باسترداد
أملاكهم بالمغرب إليهم ونصرهم على أعدائهم.
وفي
سنة [373] هـ كتب العزيز بالله للحسين كتاباً
إلى عامله على أفريقية بلكين بن زيري
الصنهاجي يأمره بإرسال جيش كثيف مع الحسن بن
كنون ليسترد به المغرب من طاعة الأمويين فوصل
الخطاب إلى بلكين وأعطى الحسن عسكراً قوامه
[3000] جندي واقتحم بهم بلاد المغرب، فسارعت
إليه قبائل البربر بالطاعة والتأييد، وانتهى
الخبر إلى المنصور حاجب المؤيد بالله الأموي
فبعث إليه وزيره أبا الحكم عمرو بن عبد الله
المعروف بعسكلاجة في جيش كثيف لا طاقة للحسن
به، فطلب الأمان على أن يسير بنفسه إلى
الأندلس كمثل حالته الأولى فأعطاه الوزير أبو
الحكم الأمان وكتب إلى ابن عمه المنصور بذلك،
فأمر المنصور بتعجيله إليه، ولما انتهى الخبر
إلى المنصور بوصول الحسن إلى قرطبة أرسل إليه
من يقتله فأتاه برأسه، وذلك في جمادى الأولى
سنة [375] هـ ، وبقتله انتهت دولة آل إدريس
بالمغرب، وتفرق جمعهم، وانصهروا في قبائل
المغرب ولاذوا بالاختفاء إلى أن خلعوا شارة
ذلك النسب الشريف خوفاً على أنفسهم من بطش
الولاة، واستحالت صبغتهم منه إلى البداوة.
وكانت
مدة خلافة الأدارسـة من يوم بويع إدريـس بن
عبد الله الأكبر [172] هـ إلى مقتل الحسن بن كنون
[375] هـ [203] سنة، وكان عملهم بالمغرب من السوس
الأقصى إلى مدينة وهران وقاعدة ملكم فاس ثم
البصرة، وكانوا يكابدون دولتين عظيمتين :
دولة العبيديين بأفريقية ودولـة الأمويين في
الأندلس. ()
دولة
الأدارسة الحموديين بالأندلس
عندما
أشرفت دولة بنى أمية بالأندلس على الانقراض
عام [407]هـ كان بالأندلس رجلان من آل إدريس
دخلاها في جملة البربر وهما : على والقاسم
ابنى حمود بن ميمون بن أحمد بن على بن عبيد
الله بن عمر بن إدريس المثنى بن إدريس الأول،
فطار لهما ذكر في الشجاعة ولإقدام، وترقت
بهما الأحوال حتى ورثا خلافة الأندلس من يد
الأمويين، وانقطعت دولتهم الأولى بتغلب
باديس بن حبوس بن ماكس في سنة [447] هـ على محمد
بن إدريس المسمى بالمستعلي، وفي عام [459] هـ
استدعى قوم من البربر يقال لهم بنو ورتدي
الشريف السابق محمد بن إدريس من مدينة مليلة،
وهو مستقر بها، ولكن لا يعرف مكانه لخمول ذكره
فلبى طلبهم وعبر إليهم في قرطبة في شوال من
ذلك العام، وظل حاكماً على الأندلس إلى أن تم
استيلاء الملثمين على المغرب والأندلس عام
[464] هـ برئاسة يوسف
بن تاشفين بعد موت سلفه ابى بكر بن عمر. ()
انتشار
ذرية عمر بن إدريس المثنى في قبائل البربر
عمر
بن إدريس هذا هو جد الأشراف الغزافيين في
الصحراء الكبرى حسب السلسلة النسبية التي
بأيديهم يتداولونها صاغر عن كابر بينهم، كما
سيأتي قريبا في سلسلة نسب الغزافيين.
وقد
خلف أربعة أولاد ذكور وهم :
محمد
.. لم أقف له على عقب.
علي،
وقد أعقب اثني عشر ولداً ذكراً وابنة واحدة هي
: عاتكة وهي امرأة يحى بن يحى بن محمد بن
إدريس، وأكثر عقب هؤلاء الأبناء الأثني عشر
في أوربـا، ومدينة فاس، وكتامة.
عبيد
الله، وقد عقب ستة من الولد هم : 1ـ حمزة وله
عقب كثير ببلد غمارة وزناته . 2ـ القاسم عقبه
كثير أيضا ببلد زناتة. 3ـ أبو العيش وله حمود
وهو جد الحموديين الذين أقاموا دولة الأدارسة
بالأندلس على أنقاض الدولة الأموية عام [407]هـ
، ويحى، ولهما عقب بتازاغردا، وقرطبة. 4ـ علي،
ومن ذريته جنون وله عقب بكورة الجزيرة. 5ـ
إبراهيم وله عقب بقلعة حجر النسر، وزناتة. 6ـ
محمد الشهيد، وعقبه في زناتة.
إدريس
وهو جد الأشراف الغزافيين في الصحراء الكبرى،
أعقب خمسة من الذكور، ولهم عقب كثير في بلاد
الريف والبادية ()
أربعة منهم لم
تذكر لهم التفاصيل التي ذكرت لبني عمهم
لتوغلهم في الصحراء والبادية وتغييرهم
لأسمائهم إلى ألقاب تزيد في التعمية عنهم
فراراً وحماية لأنفسهم من تعقب الولاة
والسلاطين لهم، أما الخامس وهو يحى بن إدريس
فهو المذكور في صفحة [35]، قال ابن خلدون عنه :
لم يبلغ أحد من الأدارسة مبلغه في الدولة
والسلطان.() والمظنون
أن ذريته سلكت مسلك أبناء أعمامهم في اختيار
الصحراء والتعمية والاختفاء عن أنظار الولاة
والسلاطين.
نبذة
عن الأشراف السعديين بالمغرب
اعلم
أن بالمغرب أشرافاً غير الأدارسة من نسـل
محمـد { النفس الزكية } وقالوا إن أصلهم خرج
إلى المغرب من ينبع النخل.
ويقولون
ان أول ملوكهم بالمغرب : القائم بأمر الله
مثلا هـو : محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن علي
بن مخلوف بن زيدان بن أحمد بن محمد بن أبي
القاسم بن محمد بن الحسن بن عبد الله بن أبي
محمد بن عرفة بن الحسن بن أبي بكر بن علي بن
حسن بن أحمد بن إسماعيل بن قاسم بن محمد النفس
الزكية بن عبد الله الكامل بن حسن المثنى بن
حسن السبط بن علي بن أبي طالب، فهم بنو عم
السادة العلويين أشراف سجلماسة يجتمعون معهم
في محمد بن أبي القاسم المذكور في النسب.
قيل
إن السبب في قدوم سلفهم من الحجاز إلى المغرب،
أن أهل درعة كانت لا تصلح ثمارهم وتعتريها
العاهات كثيراً فقيل
لهم : لو أتيتم بشريف إلى بلادكم كما
أتى أهل سجلماسة بالشريف حسن بن قاسم بن محمد
بن أبى القاسم من أرض ينبع لصلحت ثماركم، فأتى
أهل درعة بالشريف زيدان بن أحمد، مضاهاة لأهل
سجلماسة فصلحت ثمارهم . ()
وهذه من العقائد الخرافية السائدة في تلك
العصور.
الأشراف
السجلماسيون العلويون
قال
أبو العباس الناصري : اعلم أن نسب هذه الدولة
الشريفة العلوية من أصرح الأنساب وسببها
المتصل برسول الله r
من أمثل الأسباب، وأول ملوكها هو المولى :
محمد بن الشريف بن علي الشريف المراكشي بن
محمد بن علي بن يوسف بن على الشريف السجلماسي
بن الحسن بن محمد بن حسن الداخل بن قاسم بن
محمد بن أبي القاسم بن محمد بن الحسن بن عبد
الله بن أبي محمد بن عرفة بن الحسن بن أبي بكر
بن علي بن الحسن بن احمد بن إسماعيل بن قاسم {
بن الحسن بن محمد بن عبد الله الأشتر } بن محمد
{ النفس الزكية } بن عبد الله الكامل بن الحسن
المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبى طالب ..
وقالوا إن أصل سلف هؤلاء السادة رضي الله عنهم
من ينبع النخل من أرض الحجاز، وكان رسول الله
r
قد اقطع جدهم علي بن أبي طالب أرض ينبع
فاستقرت فيه ذريته، وتناسلت إلى القرن السابع
الهجري، وكان أول من دخل المغرب الشريف حسن بن
قاسم في آخر المائة السابعة. وسبب دخوله
المغرب أن حجاج المغرب يتواردون على الأشراف
هناك، وفي المدة التي خرج منها جدهم، كان شيخ
حجاج المغرب أبو إبراهيم السجلماسي فلما حج
اجتمع بالموسم بالشريف حسن بن قاسم الداخل
أخذ يمدح له المغرب ويحبذ له سكناه، ويصف له
حب أهل سجلماسة لآل البيت حتى استماله، فأجمع
السير مع الركب، وقدم سجلماسة فاستوطنها. ()
ذكر
سلسلة نسب الغزافيين
إن
المتوارث لدى الغزافيين وغيرهم من ساكني تلك
المناطق ابيضهم وأسودهم، والمشهور المستفاض
بل المتواتر ان نسب القبيلة المشهورة عندهم
بالغزافيين يرجع إلى إدريس بن عمر بن إدريس
المثنى بن إدريس الأول بن عبد الله بن حسن بن
حسن بن علي بن أبي طالب، حتى إن كثيراً من
المخرفين يعتقدون فيهم اعتقادات فاسدة كظنهم
الاستجابة لدعائهم فيأتون إليهم لطلب
الاستسقاء وللدعاء للضالة وصلاح الذرية ونحو
ذلك، وأنهم لا تكتب عليهم الذنوب ولا يؤاخذون
بما يقولون، وأن آماكنهم في الجنة جاهزة
مفروشة لأنهم أحفاد رسول الله
r
ولذا تجد ألسنة بعضهم مطلقة العنان يتكلمون
بالنكت والهزل، وغيرهم يضحك ولا يلقون لما
يقولون بالاً، غير أن غالبهم يتحاشى سفاسف
القول والنميمة وكلما يسبب الفتن بين الناس،
وهم مشهورون بالكرم والضيافة وبذل ما باليد،
ولديهم سلسلة يتناقلها الأصاغر عن الأكابر
جيلاً بعد جيل.
ولقد
وقع اختياري على سلسلة موجودة عند غيرهم من
القبائل التي تجتمع مع الغزافيين في الأجداد
بعد جد الغزافيين الجامع لجميع قبائلهم
وأفخاذهم والذي من لم ينته نسبه إليه لا يسمى
غزافياً، ولا يمنع ذلك أن يكون شريفاً إذ
المقصود هنا تحديد الأشراف الغزافيين فقط
الذين يحملون هذا اللقب دون نفي نسب غيرهم ..
أعوذ بالله أن يصدر ذلك مني فأكون منكراً
للحقائق البينة دون دليل صحيح مقنع .. فأبناء {
منـا } المالكون لبئر أغزاف في الصحراء الكبرى
هم الغزافيون نسبة إلى ذلك البئر دون غيرهم،
وعرضت السلسلة المذكورة على التي لدىّ ولدى
كثير من الغزافيين فوجدت بينها اتفاقا في
الجملة خلا مواطن يسيرة كان سبب اختلافها في
ظني اعتماد بعضهم الأسماء، وبعضهم الألقـاب.
وأبدا
تلك السلسلة النسبية بأبي رحمه الله : الصادق
بن حوّ بن أحمد بن هقي بن ابّابا بن بلّ { أنمغر
} بن محمد { ابّا } بن منا .. وهو الجد الجامع
لأفخاذ الأشراف الغزافيين جميعاً .. بن إدَّ
بن محمد { آمد } بن تاندسان بن عثمان بن عمار بن
الشافعي بن الصالح بن موسان بن محمد المختار {
آيت } وكان المشهور لدى كبار الأسرة أنه
الملتقى مع قبيلة { إفوغاس } حيث انه جدهم
أيضاً كما في سلسلتهم، ثم إني وقفت بعـد ذلك
على كتـاب : الطوارق عرب الصحراء للدكتور/
محمد سعيد القشاط وفيه ما نصه : { إفوغاس
ومعناها : ( أشعل النار ) هذه القبيلة جاء جدها
الكبير محمد المختار من المغرب وهو عربي
ينتمي إلى الحسن ابن علي، وصل إلى منطقة
الصحراء حيث استقر بها وتزوج طارقية } . ()
وهو ابن إبراهيم ابن داود ابن محمد ابن عبد
الرحمن ابن عبد السلام، وقد ذكر لي ابن عمي
أحمد مصطفى الذي كان يقيم بالجزائر أن عبد
السلام هذا مدفون حول قرية برج المختار
القديمة على حدود الجزائر مع مالي، وهو ابن
عبد الجبار، وذكر لي أيضاً أن عبد الجبار هذا
قبره معروف حتى اليوم في : بودا العين
بالجزائر وله بها أوقاف زراعية وعيون ماء
أجراها وهو من الشهرة بمكان ولا يزال قبره
هناك يزار. وهو ابن تميم ابن هرمز ابن حاتم ابن
داود بن محمد ابن يوشع ابن ورد ابن علي المكنى
{ ببطل } ابن احمد بن محمد ابن عيسى ابن يحى،
ولي الخلافة في المغرب بعد مقتل العدام سنة
[292] هـ إلى أن انهزم أمام مصالة بن حبوس
الموالي للعبيديين وهرب للمهدية وتوفي فيها
عام [307] هـ ..راجـع ص [35].. ابن إدريس الثالث ابن
عمر ابن إدريس المثنى ابن إدريس الأكبر ابن
عبد الله الكامل ابن الحسن المثنى ابن الحسن
السبط بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه.