الاشراف
الغزافيون من سلالة إدريس بن عبد الله
الحسني |
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد
لله رب العالمين والصلاة والسلام الآتمان
الأكملان على الهادي البشير سيد ولد عدنان
وعلى آله الطيبين الأبرار وصحابته الغر
الميامين ومن تبعهم بإحسان الى يوم الدين أما
بعــد : فهذه
نبذة مختصرة عن الفقير الى رحمة مولاه
صاحب هذه السطور , ولولا طلب من لا يسعني رفض
طلبه لما
سطرتها أناملي لقصوري عن درجة أولئك الفحول
الذين تتعطر الكتب بتراجمهم ويستلهم القراء
الفوائد العذاب من حياتهم العلمية الذاخرة
بالجد والاجتهاد وفقني الله والأحياء منهم
لما يحبه الله ويرضى ورحم الأموات منهم
وجمعنا وأياهم في ديار كرامته المعدة للمتقين
الأبرار آمين يا رب العالمين .
أما مولدي فكان في بادية تمكتو الواقعة
بجمهورية مالي حالياً ايام الاستعمار
الفرنسي في عام سبع وستين وثلاثمائة وألف
للهجرة النبوية للنبي
عليه الصلاة والسلام , الموافق لعام 1948م
تقريبا حسب ما ذكره لي كبار الأسرة لأن ا
لولادة وقعت كما أسلفت في الصحراء حيث لا
دواوين تسجل فيها المعلومات , وإنما يعدون على
أصابعهم ذاكرين الوقائع فيعلمون لكل سنة
بواقعة حدثت فيه كموت فلان من الأعيان , او عام
السيل الذي ذهب باغنام فلان , أوعام الوقعة
بين قبيلة فلان مع قبيلة علان وهكذا , وبديهي
ان ما كان كذلك قد يقع فيه شئ مما يخالف الواقع
للخطأ والنسيان , وفي سنة 1372هـ بعد وفاة والدي
رحمه الله بسنة تقريبا ذهبت بي امي رحمها الله
إلى شيخ القراء آنذاك الشيخ / ذي النورين بن
الطاهر الأنصاري , وتركتني عنده وهو من قرابات
أمي من جهة الأمهات وبقيت ادرس القرآن عنده
لمدة سنتين تقريبا فحفظت عنده من التوبة الى
الناس , ثم شآت الاقدار ان انفصل عن الدراسة
قبل إكمال القرآن عنده بسب قساوة ظروف الحياة
انذاك في تلك الديار , وكان شيخي رحمه الله
يتلقى سيلا من الهدايا من والدتي وكانت ثرية
باذلة لكل ما تملك في سبيل تعليم اولادها , بل
كثيراً ما ترا فقيراً معدما أو عالما صالحاً ت
فتعرض عليه هدية ما مقابل أن يدعو لها
بالتوفيق و ان يرزقها الله أولاد علماء , وقد
كانت رحمها الله صوامة قوامة منفقة خاصة على
طلبة العلم ومن يقوم بتعليم أبنائها , حتى كبر
ابناؤها الكبار فحدوا من إنفاقها حيث رأو أن
انفاقها تجاوز حد الإعتدال الى الاسراف ولا
زالت تئن من ذلك حتى وافاها الأجل المحتوم في
نجيريا ونحن في طريقنا إلى مكة عمرها الله
آمين , ورحم أمي رحمة واسعة وأسكنها فسيح
جناته أمين.
وقدمت الى هذه الديار المقدسة مع إخواتي /
محمد المختار / وعبد القادر / وطاهر / عبد
الهادي / وأم خالد في 17/11/1379هـ وحججت معهم في حج
ذلك العام وبعد الحج استقر بنا النوى
بالمدينة المنورة , أما إخوتي فسجلوا جميعاً
بدار الحديث المدنية .
وعاملهم مديرها الشيخ / عمر فلاته معاملة
الأب لأبنائه , أما أنا فقد ذهبت ضمن مجموعة من
الجماعة وجد لهم الأمير محمد علي الانصاري
رحمه الله منحة دراسة في ليبيا أيام الملك
إدريس السنوسي رحمه الله . وسجلت في أول عام 1380هـ
في السنة الثالثة الابتدائية حيث إني أحفظ
كثيراً من القرآن آنذاك واكتب ولا ينقصني الا
علم الحساب فاجتهدت فيه مع بعض الإخوة الذين
سبقوني إلى ليبيا بعامين حتى ادركت بواسطتهم
الشيء الذي الذي مكنني من الدراسة في السنة
الثالثة . ولما نجحت من الثالثة في آخر العام
أخذت كتب السنة الرابعة فحفظتها وفهمتها
فسمحت لي المدرسة بالإختبار مع الراسبين
فنجحت إلى الخامسة فواصلت دراستي في ليبيا
حتى أتممت الثانية الاعدادية ثم رجعت الى
المملكة العربية السعودية حيث تركت إخوتي
فأتممت دراستي المتوسطة في دار الحديث
المدنية ثم سجلت بالثانوية في الجامعة
الاسلامية 87-1393هـ ونجحت فيها , وحيث ان
الجامعة الاسلامية في ذلك الوقت لم تكن فيها
الدراسات العليا إنتقلت إلى جامعة الملك عبد
العزيز فرع مكة المكرمة قسم الفقه وأصوله ,
والجدير بالذكر أن جامعة أم القرى ما كان لها
وجود , وانما بمكة المكرمة بعض كليات تابعة
لجامعة الملك عبد العزيز بجدة , ونوقشت رسالتي
للماجستير بعنوان عقد الوكالة في الفقه
الإسلامي في 30/6/1397هـ ونلت بها شهادة
الماجستير بتقدير جيد جداَ , وقبل ذلك بسنتين
أي في عام 1395هـ بدأت التدريس بمعهد الحرم
المكي الشريف إلى وقتي هذا ولله الحمد والمنة
ولي من الكتب رسالتان مطبوعتان : عقد الوكالة
في الفقه الإسلامي , وتلخيص الفرائض في الجمع
بين الرائد ودليله والرحبية . ورسالتان غير
مطبوعتين : أدلة الفرائض من الكتاب ولأثر ,
والأمام محمد بن مسلم الزهري نفي الشبها ت
التي الزقها به المستشرقون والرد عليها ..
وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين .
|
3
|