الاشراف الغزافيون من سلالة إدريس بن  عبد الله الحسني
مقدمة الكتاب

Home ترجمة المولف كتاب النسب 1 كتاب النسب 2 مقدمة الكتاب عنواين و روابط مختارة صفحة الزوار مراجـــــع البحـــــث

 

 

مقدمة كتاب النسب

 

      الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على خير خلق الله نبينا محمـد وآله وصحبه وسلم وبعد :

      فإنه نظراً لحاجة الناس الماسة إلى معرفة أعراقهم وأصولهم التي ينتمون إليها، يسرني أن أكتب رسالة موجزة تبين أعراق الأشراف الغزافيين في الصحراء الكبرى وأصولهم ، وسبب خروج جدهم الأكبر إدريس بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبى طالب، وإلقاء الضوء على دولتهم في المغرب الأقصى والأندلس ثم ركود حركتهم السياسية وخمول ذكرهم، وانصارهم في قبائل المغرب المختلفة الأعـراق وتوغـل بعضـهم في البـادية والصحـراء والدواعي لذلك.

      ويتبـع ذلك ذكر سلسـلة نسب الأشراف الغزافيين أبنـاء { منا }  إلى أن ينتهي بعلي بن أبي طالب رضي الله عنه، ويلي ذلك ملحق يُعْنـى بذكر أنسـاب أبناء { منـا } واتصـالهم بقبيلة : الأنصاريين بتلك الصحراء عن طريق المصاهرة والجوار والمحبة. الغرض منه تنبيه الغزافيين والأنصاريين إلى ما بينهم من وشائج قربى وروابط يندر وجود مثلها في غيرهم من الأمم والشعوب على وجه البسيطة بالإضافة إلى التقدير والتوقير والاحترام المتبادل بين الفريقين، وقد لاح لي في الأفق القريب أن بوادر الفرقة بدأت تظهر بين الأجيال الجديدة من الفريقين، وخاصة الذين ولدوا هنا أوفي الجزائر وليبيا وموريتانيا والمهاجرون منهم الذين خرجوا من ديارهم في الصحراء الكبرى وهم أحداث قبل أن يكون لهم أي إلمام بحقيقة انتمائهم وبأنسابهم وذوي رحمهم، فرأيت أنه من واجبي أن أبين لهم ولو شيئا يسيراً مما جهلوه، لعل الله ينير صدورهم فيرجعوا إلى سبيل ونهج أسلافهم من المحبة والوئام ولاحترام المتبادل فيعود إليهم من القوة بالترابط ما فاتهم بالافتراق.

      وجواباً عن سؤال يتردد كثيراً من حين لآخر وهو كيف تحملون أنتم الغزافيون لقب الأنصار وليس ظهركم إلى الأنصار، فالجواب على ذلك أن أبناء ابّابّا فقط من بين الغزافيين هم الذين يحملون لقب الأنصار وسبب ذلك أن الأنصاريين والغزافييـن جميعاً كانوا شمال شرقي تمبكتو في الصحراء مدة من الزمن قبل الاستعمار الفرنسي، ثم ان سنين من الجفاف وقلة الأمطار قد وقعت على مواطنهم في الصحراء فانتقل الغزافيون إلى مواطنهم الحالية غربي تمبكتو إلى حدود موريتانيا الشرقية، إلا أبّابّا وكذا الأنصار فإن بعضهم قد انتقل أيضا غربي تمبكتو حيث الزراعة والحبوب وخصوبة الأرض وبقي منهم في المشـرق أبنـاء الحاج بلاّ.

      وكان بين أبناء ابّابّا الغزافيين وبين أبناء عثمـان بن الحاج بلاّ الأنصاري من المصاهرة ما يفوق الحصر وهم في بوتقة واحدة، فلما جاء الاستعمار الفرنسي وجعل لكل قبيلة رئيسا ودفتر إحصاء نفوس لم يكن أبناء ابّأبّأ إلاً بيوتات قليلة جداً لم تبلغ أن تكون قبيلة لها رئيس خاص ودفتر نفوس مستقل بهم، ومن ثم سجلوا في دفتر إحصاء نفوس أبناء عثمان باسم الأنصاريين وذابوا فيهم ذوبانا حتى كاد النشء منهم أن ينكروا أنهم غزافيون لانقطاع صلاتهم بالغزافيين لبعد المسافة بينهم، غير أن كبار ومتوسطي السن من الأسرتين ليس فيهم من يجهل تلك التفاصيل التي أوضحتها أعلاه.

      وقد علمنا خلال دراستنا لحياة الأشراف الأدارسة السياسية أنهم ملاحقون دوماً من قبل الولاة والسلاطين، ومن أمثلة ذلك محاولة موسى ابن أبي العافية البربري الموالي للعبيديين استئصال الأدراسة كلياً ومحوهم من الوجود بعد ما حصرهم في قلعة حجر النسر وشدد عليهم الحراسة ولولا منع قومه له من ذلك لما أبقى منهم نسمة في الأرض كما حاول الأمويون والعباسيون القضاء الكلي على آل البيت لئلا تقوم لهم قائمة تطلب الخلافة في المستقبل.

      ولحماية أنفسهم من الإبادة لجئوا إلى التعمية وتغطية أسمائهم الحقيقية بالألقاب، ولعل تلك العادة تسربت إلى ذريتهم من بعدهم واستمرت فيهم إلى يومنا هذا، إذ يندر أن تجد من القوم أحداً إلا وله لقب بجوار اسمه الحقيقي وقد يشتهر بذلك اللقب حتى لا يكاد يميز إلا به ولذلك أضطر في بعض الأحيان إلى ذكر الاسم الحقيقي ثم أضع اللقب بين قوسين للتمييز.

      أسأل العلي القدير العالم بمكنونات النفوس أن يجعل عملي هذا خالصاً لوجهه الكريم، وأن ينفع به الحادي عن السبيل الأقوم فيرده إلى الحق الأبلج وأن يبصر به قاطع الرحم عن علم أو جهل فيصل رحمه كما أمره مولاه وأكد، وأن يجعله مفتاح خير يقتبس منه طالب الحق ما يعينه ويقويه على العلم والمعرفة، إنه سبحانه وتعالي سميع مجيب.

      وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبي الهدى والنور محمد بن عبد الله الهاشمي القرشي وآله وصحبه ومن ولاه إلى يوم الدين.

   

سيد محمد صادق الغزافي الأنصاري

 

guestbook سجل الزوار

 3

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~